الخميس، 5 يونيو 2008

رســالة مثــلي..

هذه الرسالة وجهها شاب مثلي, إلى احد اشهر مواقع الافتاء "إسلام تودي" الاسلام اليوم, والذي يشرف عليه الشيخ سلمان العودة,, أحببت أن انقل لكم هذه الرسالة لأنها اخبرت الكثير والكثير عن المثلية,,
"بسم الله الرحمن الرحيم الأستاذ الفاضل أعرض عليك مشكلة استعصت علي أشد الاستعصاء ولا أظن أحدا من خلق الله بقادر على أن ينفعني فيها بشيء موضوعي واقعي ولكن مع ذلك وجدت انه لا بد من عرضها على أهل العلم ليشاركوني الرأي و ليدلي كل منهم بدلوه في هذه المسألة الشائكة جدا والتي دمرت حياتي النفسية و جعلتني أعاني و أتيه في بحار الغربة تيها لا رشد فيه ، ولا أجرؤ حتى على مواجهة أحد في مشكلتي وجها لوجه ومشكلتي تسبب لأصحابها الحرج الشديد في مجتمعنا المسلم، ولست الوحيد الذي أعاني منها بل يوجد الآلاف المؤلفة من الناس ولكن أحدا منهم لا يجرؤ على البوح بما يعانيه لأن الدين والمجتمع و ثقافتنا السائدة تحرم علينا التحدث عن مشكلتنا. وقبل أن أطرح مشكلتي لا بد من إعطاء لمحة موجزة عني حتى يتسنى للمفتي أن يفتي بما يفيد وينفع إن كان عنده منه شيء وذلك أنني لست كسائل عابر بل إنني سائل لي خصوصيتي وتميزي وأهمها معرفتي بسائر الأحكام الشرعية مما قال به فقهاؤنا، وقد درست العلوم الشرعية في المعاهد الإسلامية وعلى أيدي علماء متميزين، ولكن مشكلتي التي أنا بصدد شرحها تؤرقني في عملي، وقد اضطررت أن أتنحى عن مجال الدعوة وأن أتهرب من طلاب العلم، كما دعتني مشكلتي هذه لدراسة كافة ما يتعلق بها من محاولات العلاج العلمية المطروحة فدرست علم النفس ومدارسه وأعجبت بمدرسة التحليل النفسي وأخضعت نفسي للتحليل النفسي على يد خبير، ولكنني تأكدت من فشل تلك المحاولات جميعها في حل مشكلتي، وقد وجدت رأي العلماء و الفقهاء المسلمين عبر العصور لا يرحم من هم في مثل حالتي ،بل لم يكن منهم إلا الإنكار واللعن والطرد من رحمة الله، ويقيسون ذلك بأدلة وجدتها بعد التحقيق غير منطقية ونظرت إلى الأدلة التي يوردونها من الأحاديث والأخبار فإذا أكثرها موضوعات واهيات وأخبار إسرائيليات. وقد حان الوقت بعد هذه المقدمة أن أقدم مشكلتي إلى أهل العلم و الدعوة لأرى ما تنضح به أقلامهم من حلول لهذه المشكلة المستحيلة على الحل، والأمر الذي أطلت في التقديم له هو المثلية الجنسية. وكانت بداية قصتي أني نشأت منذ نعومة أظفاري وليس بي أي ميل للنساء وكان أول إحساس برغبتي تجاه الذكور وأنا في سن العاشرة وكان إحساسا غامضا غير مفهوم بالنسبة لي ولم يكن له عنوان جنسي ولكنه ارتبط عن طريق الأحلام بالأعضاء الجنسية بشكل مبهم ولم أكن أدرك أن الأمر سيتطور إلى رغبة جنسية فيما بعد ولم أتيقن من نفسي أني مثلي الرغبة الجنسية حتى بلغت الثامنة عشرة أو أكثر.ولم يختلط ذلك بأي ممارسة جنسية من أي نوع ، أي أنني لم أتعرض للتحرش الجنسي من أحد كي لا يظن متحذلق أن التحرش أو الاعتداء الجنسي له علاقة بالأمر، بل حقيقته هي مجرد شعور ينمو تدريجيا كما ينمو شعور الذكور تجاه الإناث، وكانت لا تثيرني الإناث مطلقا ولا زالت، وكنت دائما احرص على منع نفسي من الوقوع فيما اعتقد أنه خطأ من الاتصال بالشباب،وكنت قدوة لزملائي في أيام الدراسة من الناحية الدينية والأخلاقية وما زلت ،ودائما أبدو بمظهر المتعفف،ولا يعلمون أن حقيقة نفسي لا ترغب بالنساء أصلا و إنما قد تميل لبعض من يظن بي العفاف، ثم ابتعدت عن الجميع هاربا باحثا عن الحل فلم أجده،وصرت إذا اجتمعت مع من يشاطرني مشكلتي لا املك إلا ندب حظي من الحياة الدنيا والتأمل في الآخرة، ولكن كيف وأنا مقتنع حاليا أن وضعي من خلق الله وان الله يعلم ما خلق[ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير] وبالتالي و بحسب فهمي لروح التشريع الإسلامي لا يمكنني أن أؤمن بأن أدفن نفسي في الحياة أو أن أتخلص من حياتي أو خدمتي للدين والمجتمع والمساهمة في بناء الحياة من أجل شيء ليس لي به ذنب لا من قريب ولا من بعيد ،فقد نشأت في بيئة متدينة وكنت مؤمنا منذ طفولتي، ملتزما داعيا إلى الإيمان منذ نعومة أظفاري ولما درست الإسلام بشكل علمي وجدته أصلح الأديان وأنفعها ،ولما قرأت القرآن وجدته الكتاب الوحيد الذي يستحق الحفظ كاملا، ولكن أثارتني فيه آية تصب في مشكلتي وهي قوله تعالى في سورة الروم[ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون] والآية تدعونا للتفكر في مسألة العلاقة الحميمة بين الذكر والأنثى والتي تؤدي بهما إلى السكن النفسي وهو الشعور بالحب كما هو واضح، ولكن أين أنا وأمثالي من هذه الآية. وتطبيقا لهذا الحل ورطت نفسي وتزوجت من امرأة لا تناسبني من حيث الكفاءة بسبب عدم رغبتي بالنساء ،و كنت قد حاولت قبل ذلك خطبة بعض النساء المكافئات ولكنهن اكتشفن أني لا أميل إليهن إذ لا تصدر مني أي بادرة تدل على ذلك بل يكون لقائي معهن جامدا وأنا لا أقدر على الكذب والتمثيل فأعرضن عني، إلى أن اجتمعت بزوجتي الحالية، ووجدت في الاقتران بها فرصة لي و ذلك لأنها رغبت في زوج كيفما اتفق لتتخلص من عناء كانت تعيش فيه، فأخرجتها من عنائها المادي و الاجتماعي لتقع معي في عناء نفسي وكانت هي السبب في ذلك لأنها زعمت أنها تريد زوجا بلا معاشرة جنسية أو التزام زوجي،أي أنها أسقطت حقها الجنسي فرأيتها فرصة سانحة لأرى نفسي مع النساء فإن اعتدل حالي وصلح استمريت معها إن كانت صالحة وإن لم يعتدل تكون هي التي وضعت الشرط على نفسها، وقلت في نفسي لا بد أن أتزوج لأمنع نفسي من الجنوح، ومع تقدم السنين لم أزدد إلا اغترابا،فقد وجدت المرأة صالحة فلم يسمح لي إيماني تركها ولم أجد معها نفسي لا من حيث الكفاءة ولا من حيث المعاشرة الجنسية بسبب مشكلتي وكنت آمل أن أتقدم مع الأيام في طريق الحل، ولكن للأسف كلما أتقدم يوم في حياتي أجد نفسي أبعد عن النساء ولا تثيرني زوجتي بشيء مع أنها فاتنة كما يقولون و رزقت منها أولاداً وكانت معاشرتي لها بلا رغبة من نفسي وأنا سليم جسديا بكامل ذكورتي، وذلك كي لا أمنعها حقها من الحياة الزوجية. وما دعاني للزواج هو الناحية الشرعية فقط في محاولة لإيجاد حل قد طرحه القرآن الكريم أو هكذا فهمته كما سيأتي، وكان الأولاد سلوان لي كبير وأمل أكبر في الحياة قدما، ولكن المعاناة مستمرة."
انتهت الرسالة,,